تتغير خطة علاج سرطان الغدد اللمفاوية بشكل كامل وفقاَ لعدة عوامل، وهي بالإسم:
النوع الرئيسي/النوع الفرعي لنسيج الليمفوما؛
مدى انتشار سرطان الغدد الليمفاوية؛
عمر المريض؛
خصائص المريض والأمراض المصاحبة.
وعموماَ، قد لا تحتاج أشكال النمو البطيئة لسرطان الغدد الليمفاوية التي تكون بدون أعراض إلى أي علاج أو جداول علاج مخففة، في حين تتطلب الأورام الليمفاوية السريعة النمو علاجًا فوريًا وغالبًا ما يكون ذلك بشكل مكثف.
خيارات العلاج الرئيسية المتاحة حاليا لسرطان الغدد اللمفاوية هي، بإختصار:
- العلاج الكيميائي: تم تطوير عدد من الأنظمة العلاجية، وهي عبارة عن مزيج من عناصر العلاج الكيميائي، وتم التحقق من صحتها لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية السريعة النمو. يتعامل مع هذه الأنظمة بانتظام عبر كورسات متكررة وهي لا تزال تمثل خيارات العلاج الرئيسية للعديد من سرطان الغدد الليمفاوية.
- العلاج المناعي مع الأجسام المضادة أحادية النسيلة: تم إدخال الأجسام المضادة أحادية النسيلة المتوافقة مع البشر في االعلاج السريري ونتج عن ذلك تقدمًا غير مسبوق في إسلوب معالجة معظم سرطانات الليمفوما. وإلى حد كبير فإن العلاج الأكثر إستخداماَ والأكثر فاعلية هو الريتوكسيماب (Rituximab) وهو عبارة عن جسم مضاد وحيد النسيلة مجانس مضاد للبروتين CD20 وقد تم استخدامه على نطاق واسع، إما بمفرده أو مقترناَ بالعلاج الكيميائي، على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية في معالجة جميع الأورام الليمفاوية البائية تقريبا، بما في ذلك معظم الأشكال الشائعة من أورام الليمفوما الكبيرة المنتشرة في الخلية (DLB-CL) والأورام الليمفاوية الجريبية (FL).
أدى توافر الريتوكسيماب Rituximab إلى تحسينات كبيرة في معدل الشفاء وفي متوسط العمر المتوقع لمعظم الأورام اللمفاوية للخلايا B. وقد تم تطوير العديد من الأجسام المضادة الجديدة التي تستهدف مختلف المستضدات المرتبطة بالورم على مدى السنوات 15 الماضية ، ولا تزال الدراسات مستمرة لتحسين الاستخدام العلاجي للأجسام المضادة وحيدة النسيلة وغير ذلك من العقاقير المناعية.
- العلاج الإشعاعي: هذا خيار علاجي إضافي في علاج سرطان الغدد الليمفاوية. يستخدم عادة لقتل خلايا الليمفوما المتبقية في نهاية كورسات العلاج الكيميائي أو كخيار بديل في حالات تجدد حدوث سرطان الغدد اللمفاوية وانخفاض التحمل تجاه العلاجات النظامية.
- زراعة النخاع العظمي: يتم إجراء هذا النوع من الزراعة باستخدام خلايا النخاع العظمي لنفس الشخص. يتم جمع خلايا نخاع العظام التي تولد عناصر الدم. ثم يتلقى المريض نظام علاج كيميائي أكثر كثافة يهدف إلى قتل جميع أنواع سرطان الدم ولكنه يقتل أيضاَ خلايا نخاع العظام. لذلك ، بعد العلاج الكيميائي المكثف، يتم إعادة خلايا نخاع العظم المجمعة إلى جسم المريض لدعمها خلال الفترة اللازمة للشفاء من تأثير العلاج الكيميائي
- العقاقير المستهدفة الجديدة: في العقد الأخير، حدث تقدم مثير للإعجاب في فهم جيل الليمفاويات السليمة والمريضة وذلك من خلال مساهمات كبيرة من قبل بعض المجموعات البحثية البارزة، بما في ذلك المجموعة التي أخرجها ريكاردو دالا فافيرا في جامعة كولومبيا في نيويورك.
وقد أدى هذا إلى تحديد العديد من نقاط التفتيش الجزيئية التي تعتبر حاسمة لانتشار سرطان الغدد الليمفاوية.
ونتيجة لذلك، تم التعرف على أنواع جديدة من الأورام الليمفاوية الروتينية وصنفتها منظمة الصحة العالمية في نص مرجعي وحيد (انظر الصفحة الأمامية الواردة في الشكل 8) من أجل التشخيص المرضي الصحيح لأي شكل ليمفومي والذي يمكن تحديده الآن بناءاَ على علامات خلوية محددة وجزيئية.
كما ذكرنا، فإن البروفيسور ستيفانو بيليري، مدير وحدة أمراض الدم في المعهد الأوربي للأورام IEO، يعتبر من ضمن ثمانية محررين مسؤولين عن تصنيف الأمراض في منظمة الصحة العالمية. وقد رؤي أن الواسمات الجزيئية التي تم تحديدها مؤخرًا على أنها أهداف علاجية محتملة.
وعلى هذا الأساس، فقد تم تطوير عقاقير جديدة، كما يجري تطوير أدوية أخرى لاستهداف نقاط التفتيش الجزيئية التي يمكن أن تتغير على وجه التحديد في كل نوع فرعي من الأورام الليمفاوية. يتمثل التحدي الحالي في تحديد المكان المثالي التي توجه له هذه الأدوية الجديدة ، علاوة إلى العلاج الفعال الآخر المتاح بالفعل لعلاج سرطان الغدد اللمفاوية. أصبح التشخيص النسيجي الدقيق والمفصل لأي مريض جديد أمراَ إلزامياً الآن وذلك لتحسين استغلال العقاقير الموجه جزيئيا بشكل مثالي.