المنصف هو الفراغ المركزي للصدر بين التجويفين الجنبيين. وهو مرتبط بعظم القص من الأمام، والعمود الفقري من الخلف، ومرتبط بالجنبة المنصفية على الجانبين؛ ومن فوق مرتبط بالرقبة من خلال الفتحة العليا للصدر ومن أسفل مع الحجاب الحاجز.
تنقسم سرطانات المنصف وفقاً للتضاريس (المنصف الأمامي، الوسطي و الخلفي) وما إذا كانت حميدة أم خبيثة.
1.سرطانات المنصف الأمامي تشتمل على ورم الغدة الزعترية، وأورام الخلايا الجنسية (ورم مسخي أو تراتومة، سرطان جنيني، ورم منوي، السرطان المشيمائي) السرطانات الوعائية والسرطانات الليمفاوية، والأورام الشحمية، والأورام السرطاوية، والأورام الليفية و الساركومة الليفية.
2.سرطانات المنصف الوسطي تشتمل على أورام كيسية، ورم المستقتمات، ورم القواتم، الأورام السرطاوية، سرطانات القلب والقصبة الهوائية.
3.سرطانات المنصف الخلفي تشتمل على السرطانات العصبية (الورم الشفاني، الورم الليفي العصبي، الورم العصبي العقدي، ورم العصبوم العقدي) أورام الأكياس المعوية وسرطان المرئ.
السرطانات الأكثر شيوعا هي التي تحدث في الغدد الليمفاوية (سرطان الغدد الليمفاوية أو نقائل العقدة الليمفاوية). المنصف هو موقع بداية نشوء أنواع مختلفة من السرطانات على حد سواء من طبيعة حميدة وخبيثة ، من بينها الأورام الغدة الزعترية والأورام الناشئة من العناصر العصبية (العصبية) هي الأكثر شيوعا وتعالج من قبل جراح الصدر.
السرطانات الزعترية
الغدة الزعترية عبارة عن عضو ليمفاوي ظهاري يقع جزءه الأكبر في المنصف الأمامي والجزء الأصغر موجود في الرقبة. إنها عضو عابر. وهي متطورة بدرجة عالية في الجنين وفي السنوات الأولى من العمر، إلا أنها تخضع للضمور بعد البلوغ. أورام الغدة الزعترية هي الأورام المنصفية الأكثر شيوعًا في الأفراد البالغين، والتي تمثل حوالي 50٪ من الكتل المنصفية الأمامية. معدل حدوثها هو 0.05 لكل 100،000 شخص سنويا. أورام الغدة الزعترية هي مجموعة غير متجانسة جدا من الأورام، تنشأ في الخلايا الظهارية للغدة الزعترية، على الرغم من أنها في معظم الحالات مكونة من نسب متفاوتة من الخلايا الظهارية والخلايا الليمفاوية؛ فإن النوع الفرعي النسيجي الأكثر شيوعًا هو الورم التوتي، في حين أن سرطانات الغدة الزعترية نادرة جدًا، وأحيانًا يمكن العثور على الورم الشحمي الزعتري، والأورام السرطاوية، كذلك من الممكن أن توجد الأورام الشحمية ، وأورام الخلية الجنسية. ورم الغدة الزعترية مشتق من الخلايا الظهارية للغدة الزعترية، وهو مرض نادر، ومشهور لارتباطاته مع الاضطراب العصبي العضلي الغامض المسمى الوهن العضلي الوبيل. من الناحية الكمية يمثل ورم الغدة الزعترية 90 ٪ من الأورام الزعترية. متوسط العمر لحدوث ورم الغدة الزعترية هو 53 سنة ، على الرغم من أنه يمكن أن يحدث في أي عمر مع توزيع متساو في كلا الجنسين. ورم الغدة الزعترية ينمو بشكل لا يمكن التنبؤ به، ويتراوح بين الحالات التي تنمو ببطئ لفترة طويلة إلى أن يتتطور إلى الأورام العدوانية للغاية مع إتجاهه للتسلل والتكرار المتعدد والانتشار البعيد.
بسبب مساره غير المؤلم ، يمكن أن يكون تشخيص ورم الغدة الزعترية عشوائيا في كثير من الأحيان. ما لا يقل عن 30 ٪ من المرضى هم بدون أعراض في وقت التشخيص. عندما تظهر أعراض غامضة وغير واضحة في الغالب، تكون بسبب الضغط المحلي أو التسلل من الأماكن المحيطة. الأعراض الأكثر شيوعا هي ألم في الصدر، والسعال، وضيق التنفس، وشلل نصف الحجاب من خلال شمول العصب الحجابي بذلك، ولكن قد يكون هناك أيضا بحة في الصوت وتكون الإصابة متسللة من العصب المتكرر ومرتبط بعلامات متلازمة الوريد الأجوف العلوي.
يمكن أن يصاحب ورم الغدة الزعترية عدد من متلازمات الأباعد الورمية: الأكثر شيوعا بدون شك هي الوهن العضلي الوبيل، وهي موجودة في 30-45 ٪ من المرضى، في حين أن فقر الدم الكريات الحمراء و نَقْصُ غامَّاغلوبولينِ الدَّمِ يحدثان في 2-5 ٪ من الحالات.
نَقْصُ غامَّاغلوبولينِ الدَّمِ موجود في 2-5 ٪ من الحالات المصابة بورم الغدة الزعترية أ. نادراَ ما يتطور ورم الغدة الزعترية أ إلى إنتشار بعيد، ومع ذلك فإنه في بعض الحالات يمكن أن يكون غزوي محلياَ ويتسلل إلى الأعضاء المحيطة وينتشر إلى الجنبة و/أو التامور. تكون درجة الغزو المحلي حاسمة في اختيار العلاج.
هناك حاجة إلى الأشعة المقطعية للصدر لتحديد مدى ورم المنصف، ولدراسة العلاقة مع الأعضاء المجاورة واحتمال حدوث الانصباب الجنبي و/أو انصباب التامور. ويمكن أيضا أن تكون مفيدة في تشخيص الأورام الصغيرة التي لا يمكن قياسها بالأشعة السينية القياسية. لا ينصح بعمل الخزعة الجراحية للإصابة في حالات أورام الغدة الزعترية المكبسلة بسبب خطر نشرها. ولكن إجراؤها ضروري في حالة الأورام غير القابلة للإستئصال أو للتشخيص التفاضلي مع الأورام الخبيثة الأخرى التي تؤثر على المنصف الأمامي وذلك لإختيار العلاج الصحيح.
الأورام العصبية
ربما تكون هذه الأورام هي الشكل الأكثر شيوعًا (25٪) من سرطان المنصف ، وتؤثر بشكل أساسي على المنصف الخلفي (قناة الضلع الفقري حيث تكون البُنى العصبية أكثر تركيزًا مثل منشأ الأعصاب الوربية، وعقد تجمع الخلايا العصبية ، والسلسلة الوُدِّيَّة). في الأطفال، تفوق الأشكال الخبيثة الأشكال الحميدة والخالية من الأعراض التي توجد لدى البالغين. في البالغين ، تكون الأشكال الأكثر شيوعا هي الورم الشفاني و الورم العصبي العقدي، وكلاهما من الأنواع الحميدة. في كلتا الحالتين ، يكون موقعهما هو المنصف الخلفي ، وبصورة أدق في المنطقة المجاورة للفقرات. في نسبة صغيرة من الحالات ، قد تتوسع هذه السرطانات في القناة الشوكية وتضغط على الحبل الشوكي وتظهر في الآشعة على شكل "ورم مخصور". في عمر الأطفال ، تكون نسبة الأورام العصبية ذات الطبيعة الخبيثة ، بما في ذلك ورم الخلايا البدائية العصبية، عالية. وأعراض وجودها، هي ألم في الصدر بشكل رئيسي و/أو أعراض عصبية مختلفة مثل الشلل أو التهيج العصبي النخاعي.
في معظم الأحوال، يتم الكشف عن هذه الحالات بشكل عفوي باستخدام التصوير الشعاعي للصدر. الاختبار المستخدم لتشخيص هذا المرض على وجه اليقين هو الفحص المقطعي للصدر، بالإضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي في العمود الفقري، وذلك في حالة تواجد إشتباه في تمددها إلى القناة الشوكية.